تابعونا

لم يتم التحقق

تعاطي إعلام أوروبا مع "أزمة اللاجئين"

أروبا

أمام تنامي الظواهر المرتبطة بتدفُّق اللاجئين، الفارِّين من جحيم الحرب من جميع مختلف دول العالم الثالث نحو أوروبا، من أكبر التحدِّيات التي تعيشها هذه القارة والعالم أجمع من حيث التداعيات والأزمات التي تُثيرها على المستويات المجتمعية والسياسية والأمنية وغيرها. وهنا، تبرز أيضًا ظاهرة تنوُّع التغطية الإخبارية لقضية اللاجئين في وسائل الإعلام الأوروبية بحسب السياقات والسياسات التحريرية والانتماءات السياسية التي تقف وراءها لتحمل معها أشكالًا مختلفة ومتناقضة من الخطاب الإعلامي تتأرجح بين مناصرٍ ومعادٍ وناقدٍ ومستشرفٍ لأزمة اللاجئين وتداعياتها على القارة الأوروبية من منطلقات عدَّة.
وفي مقال نشر على موقع هسبريس الثلاثاء 29 دجنبر 2015 يتناول دراسة حول كيفيّة تعاطي إعلام أوروبا مع "أزمة اللاجئين":
"هناك تنوع للتغطية الإخبارية لقضية اللاجئين في الإعلام الأوروبي وأهدافها ورهاناتها بين وسائل الإعلام اليسارية، التي قدَّمت صورة معرفية ونفسية أكثر توازنا باعتبارها راعية للاجئين، وبين وسائل الإعلام اليمينية، التي كان خطابها متشبعا بالكراهية والعنصرية"، كانت هذه خلاصة دراسة أنجزها مركز الجزيرة للدراسات، حول تغطية وسائل الإعلام الغربية لقضية اللاجئين خلال سنة 2015.

الدراسة، التي نشرت حديثا على الموقع الإلكتروني للمركز، عالجت قضية اللاجئين، الهاربين من الحروب في سوريا والعراق وبعض الدول الإفريقية، وغيرها، نحو "القارة العجوز"، في الإعلام الأوروبي، باعتماد نظرية "الأطر الخبرية"؛ التي تسعى إلى استقصاء محددات الخطاب الإعلامي وإبراز أهدافه في معالجته لهذه القضية، ونظرية "صناعة الإذعان"؛ التي تحدد استراتيجيات الخطاب الدعائي والأبعاد الأيديولوجية لبعض وسائل الإعلام اليمينية على وجه الخصوص، ودور مُنْتِجِ هذا الخطاب في تحديد قيم المعالجة الإخبارية لأزمة اللاجئين، وكذلك الثوابت والمرتكزات والرهانات التي تتحكَّم في الخطاب.

وركز القسم الأول من الدراسة على تحليل المعالجة الخبرية واللغوية للخطاب الإعلامي الأوروبي وأطره ومحدداته ودلالاتهما في تغطية قضية اللاجئين، بينما اهتم القسم الثاني بتحليل رهانات هذا الخطاب وتداعياته وتأثيراته في الرأي العام.

وقد استندت الدراسة، في تحليل هذا الخطاب، إلى عينة شملت أربع دوريات صادرة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، توزعت مناصفة بين وسائل الإعلام اليمينية واليسارية في كل من فرنسا وألمانيا والمجر، حيث أجرت مسحا شاملا للمضامين الإخبارية التي تناولت قضايا اللاجئين في الفترة الممتدة بين فاتح يوليوز و31 أكتوبر 2015، إذ بلغ حجم المادة المدروسة 750 تقريرا في محاولة لفهم طبيعة وأطر ومُحدِّدات الخطاب الإعلامي الأوروبي حول قضية اللاجئين.

الدراسة رصدت ما أسمته "عاطفية اليسار تجاه اللاجئين، حيث حصدت المضامين ذات الطابع النقدي في التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الفرنسية اليسارية (ليبراسيون) والألمانية (دير شبيغل) نسبًا مرتفعة بالمقارنة مع تلك التي حصلت عليها في وسائل الإعلام اليمينية، في حين كشفت عملية تحليل المضامين النقدية، كتقارير الرأي في هاتين الحالتين، أهمية الجانب الإنساني العاطفي دونًا عن الجوانب الأخرى؛ السياسية والاقتصادية والترويجية، التي اتسمت بها وسائل الإعلام اليمينية في عيِّنة الدراسة.

وتمثل ذلك من خلال الارتكاز على إستراتيجية إعلامية واضحة من قِبَل هذا اليسار، هدفت إلى تسليط الضوء، بطريقة حماسية لاسيما في حالة صحيفة "ليبراسيون"، على الأوضاع الصعبة والمضايقات والاعتداءات والمعاملات غير الإنسانية التي يعيشها ويتعرَّض لها اللاجؤون، سواء أكان ذلك في بلدانهم الأصلية أم على طريق اللجوء أم في الدول الـمستقبلة. وهو ما أكَّدته عناوين "ليبراسيون"، كعنوان: "مهاجرون على شفير الهاوية" و"صور طافية"، وكذا عنوان: "مهاجرون في باريس: أوضاعنا تشابه الاعتقال"، وغيرها من العناوين.

وخلصت الدراسة إلى أن "التغطية تتغذى بشكل كبير من العناصر الأيديولوجية التي تقوم على الثنائيات الضدِّية والتناقضات بين "الأنا" و"الهُم"؛ إذ يعمل الخطاب العنصري والهوياتي المهيمن في بعض وسائل الإعلام اليمينية ليس فقط على تعميق الاختلاف بين الأوروبيين واللاجئين، بل يسعى أيضًا إلى شَيْطَنَةِ هؤلاء وتحويلهم إلى مصدر تهديد لبنية المجتمع الأوروبي الأمنية والاجتماعية والثقافية من أجل خدمة مصالح سياسية محلِّية وإقليمية ودولية". كما ركزت التغطية أيضا على بناء نموذج أو خطاب دعائي صاخب يجعل المجر والقارة الأوروبية بشكل عام في "حالة حرب" و"تحت الخطر" و"التهديد" بسبب أزمة اللاجئين، الذين جرى تصنيفهم وفقا لذلك في "خانة الأعداء".

الدراسة كشفت عن واقع آخر يعيشه المهاجرون ممن أصبحوا ضحية ليس فقط للعنف المادي من قبل بعض السلطات والعصابات الإجرامية في طريقهم إلى أوروبا وداخلها خاصة في منطقة البلقان، وإنما أيضا للعنف الرمزي، بحسب المفهوم الذي أعطاه بورديو للمصطلح، من خلال سياسة التعتيم الإعلامي المتعمدة لهذا الواقع الاجتماعي الأليم لهؤلاء، لاسيما في وسائل إعلام اليمين المتشدد، وهو ما يفسر في الحالة المجرية غياب اللغة المناصِرة في المضامين الإعلامية التي تناولت قضايا اللاجئين أو ضآلتها مقابل اللغة المعادية.

رابط مصدر الأخبار

اترك تعليق
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليقات:
الكود الأمنى:
14 + 10 =

تقارير إضافية

منع مؤتمرا دوليا حول الاعلام بالرباط

11:25 Jan 26, 2015

أحد الفنادق بالرباط, 0 Kms

السلطات تمنع قناة "سكاي نيوز" من التصوير بأزيلال

19:02 Jan 26, 2015

مركز "تيلوكيت" بأزيلال, 0 Kms

منع إعطاء تصريح لممثلة إذاعة جسور اكادير

09:49 Jan 31, 2015

بلدية القليعة ايت ملول, 0 Kms